تربية الطفل بالحب المشروط: مفيدة بشروط (1\2)
عالم الأسرة » أمومة وطفولة
15 - محرم - 1440 هـ| 26 - سبتمبر - 2018

يعد الحب المشروط طريقة تربوية، يمكن أن تستغلونها كآباء وأمهات؛ بهدف تحقيق النمو الصحي لأطفالكم، ولكن من جانب آخر: قد يكون هذا الحب سلاحاً يضر بنمو أطفالكم.
سيقوم الدكتور جيم تايلور- دكتوراه في علم النفس، ومتخصص في مجالي الرياضة التربية- بوصف العديد من الأشكال السلبية من الحب المشروط. وفي الجزء الثاني سنذكر كيف يمكنك استخدام الحب المشروط لمساعدة أطفالك على أن يصبحوا أشخاصاً ناجحين وسعيدين ومتمسكين بالقيم.
أولاً- أشكال سلبية للحب المشروط:
- الحب المرتبط بالنتائج:
تحدث إحدى العقبات التي تعترض نجاح الأطفال وسعادتهم: عندما يستخدم الآباء حبهم في التهديد والسيطرة على أبنائهم. ويصبح الحب سلاحًا قاتلاً عندما يجعل الوالدان حبهما مشروطًا بنجاح أطفالهم أو فشلهم. الآباء الذين يقدمون حبهم لأبنائهم، نتيجة لإنجاز قاموا به: يجعلون هؤلاء الأبناء يشعرون أن الحب ليس مخصصا لهم، بل لإنجازاتهم التي يجب عليهم تحقيقيها، وإلا خسروا مشاعر والديهم. سيؤمنون ضمنًا بنهج "المعاملات" الذي يكون فيه الحب مكافأة للنجاح، وانعدامه دافع للفشل أكثر وأكثر.
يكافئ هؤلاء الآباء النجاح، من خلال إعطاء أبنائهم حبهم في شكل مدح مفرط، أو بشكل المودة الجسدية بالتربيت والحضن، أو بالهدايا المسرفة. وعندما يرى هؤلاء الآباء أن أطفالهم قد فشلوا: فإنهم يعاقبون أطفالهم بالتعبير عن خيبة الأمل والغضب والسخرية! أو قد يصل الأمر إلى سلبهم حقهم بالحب الأبوي، من خلال الإهمال وخلق مسافة عاطفية، وغياب الاتصال الجسدي، وسحب الدعم والتشجيع.
حصل مع الدكتور حالة: تعد الأكثر تطرفا فيما يخص الحب المرتبط بالنتيجة. قامت أم لرياضي شاب خسر في إحدى المنافسات خسارة صعبة، وحينها قامت الأم بتحطيم معدات ابنها الرياضية، كما وتخلت عنه في إحدى المسابقات، ناهيكم عن الأذى اللفظي بأخباره مرارًا وتكرارًا بأنها لا تحبه. ليس من المستغرب أن يكون لهذه القصة نهاية غير سعيدة، فقد اعتزل الابن الرياضة المحببة لقلبه نهائيا. من الواضح أن هذه حالة مؤلمة بشكل استثنائي، ولكنها حالة لاتختلف كثيرا عما يحدث في بعض البيوت.
- الحب المرتبط بالوعود الكاذبة:
وهناك شكل آخر مؤلم ومدمر للحب المشروط هو: الحب المرتبط بالوعود الكاذبة، والذي يقوم فيه الوالدان بوعد أبنائهم بشيء لن يتحقق أبداً. الأمر يشبه إلى حد كبير الحمار- أعزكم الله- الذي يواصل المضي قدمًا، معتقداً بأنه سيتمكن من الوصول إلى الجزرة المرتبطة في نهاية العصا المعلقة أمامه. إنهم يدفعون الأطفال إلى مواصلة المحاولة البائسة للوصول إلى حب آبائهم الذي يبحثون عنه بشدة.
لسوء الحظ في هذا الجانب لا يؤثر المستوى العالي من النجاح، الذي قد يكون حققه الأبناء في اكتساب الحب من آبائهم. الآباء الذين يمارسون هذا الحب تجاه أبنائهم: يضعون أطفالهم في وضع يائس. فهم لا يكافئونهم أبداً على جهودهم، بل يجعلونهم فقط يكرهون الاستسلام بما يكفي لكسب حب آبائهم.
إذا كنت أحد الوالدين الذي يلعب في نفسيات أطفاله: فسوف يظهر ذلك بعدم رضاك أبدًا عن كيفية أدائهم. على سبيل المثال، يحضر ابنك إلى المنزل هو سعيد بالاختبار الذي حصل فيه على بنتيجة 94%، فلا يجد أي تفاعل سعيد، ولكن سؤال قاسي: "لماذا لم تتمكن من حل ثلاثة أسئلة؟!". لقد نجح طفلك بمعايير معظم الأشخاص، ومع ذلك لم تكن إنجازاتهم جديرة تمامًا بمحبتك. لماذا يستخدم الآباء هذا النوع المدمر من الحب؟ ربما لدى بعض الآباء اعتقاداً خاطئاً أنه إذا أعطى الموافقة الكاملة وغير المحدودة على إنجازات أطفالهم، فلن يتمكن من تشجيعهم على تحقيق قدراتهم الكاملة.
الجزء الثاني يحمل الجانب الإيجابي من الموضوع، فكونوا بالانتظار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: psychologytoday.com
الرابط:
https://www.psychologytoday.com/us/blog/the-power-prime/201001/parenting-conditional-love-is-good