لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

06 - رمضان - 1432 هـ:: 06 - أغسطس - 2011

أنا أحمل مشاعر سلبية تجاه المجتمع والناس!

السائلة:عبد الله ع ا

الإستشارة:أحمد فخرى هانى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب في العشرين من عمري, أعاني من اكتئاب بسبب اضطراب في الموصلات العصبية على حد وصف طبيبي الخاص, (أتناول من العقاقير ديباكينكر ونووفا فرينوا ولابكسو) المشكلة في آن كل هذه العقاقير كانت تتسبب في نومي في المحاضرات مما يعرضني لألسنة أستاذتي التي لا ترحم وعطلتني كثيرا عن أداء مهامي وخصوصا أني أعمل بجانب الدراسة ولهذا توقفت عن الدواء بشكل تدريجي حيث إنني وجدت أنه لا يجدي نفعا علي الرغم من أني استمررت في تناوله لمده 3 أشهر حيث إن الإحساس بالفشل والإحباط والكأبة المستمرة لم يتلاش وتطور الأمر معي حتي عاودتني ميولي الانتحارية.
أنا غير راض عن كليتي ولا عن قسمي ولا عن أساتذتي بداخلي طاقة تحرقني في اليوم ألف يوم حتي أنني أتعمد إيذاء نفسي وأقضم أظافر يدي وقدمي حتى تدمي أو أنزعها تماما بأسناني وكذلك دائم العض على أناملي وشفتي لا أشعر أن لي مستقبلا رغم أني في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية ولكن تأتي علي أوقات تكون فيها خططي للحياة في أوجها وآليات تنفيذها أيضا محددة ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتي أعود إلى حالتي وفي أثناء هذه الحالة أشعر أن الأفكار كالرصاص في رأسي لا ترحمني ولا أستطع حتى أن أفند أي منها ولا أن أحدد أبعاده حتي أني أحيانا أشعر أني أريد الصراخ والجري بسرعة فأنزل الشارع وأجري حتي تدمي قدماي وزني دائما في ازدياد تنتابني حالات من الشره في الطعام وحالات أخري لا أتناول الطعام أبدا طوال اليوم حالة الكآبة الداخلية التي تعتريني لا يمكنني التغلب عليها مع العلم أني كانت لي تجربة انتحار سابقة حيث إنني شربت زجاجة بيتادين.
الحزن العميق داخلي يجعلني لا أستمتع بالحياة .
مررت بتجربة إلحاد كنت فيها سيئ الأدب مع الله إلى أقصى حد.
أنا أحمل مشاعر سلبية تجاه المجتمع والناس حتي أقرب الناس لي فعلاقتي مع أبي سطحية جدا جدا جدا جدا جدا لا لشيء إلا لأنه لا يفهمني بسبب مستواه التعليمي بالنسبة لأمي فإن علاقتي بها عميقة لا لشيء إلا لأنني لا أجد شخصا آخر يمكن أن أقاسمه ما أنا فيه أنا شارفت علي الجنون في هذه الأيام بما أنها إجازة أصبحت أتناول حبات العقاقير بشكل هستيري حتي أنام فالألم النفسي داخلي وتصارع الأفكار لا يجعلا للاستيقاظ معني. أنا أكتب الشعر ومقالات في الأدب والدين والسياسة ومثقف وقارئ ولدي مكتبة كبيرة ومدونة ولكن عقلي يحمل الكثير ولا أستطع إنتاج هذه الأفكار وأصبحت فاقد للقدرة علي القراءة بسبب ما أتعرض له من حالة تجعلني واهن إلى درجة لا أستطع حمل القلم فيها للكتابة.
آسف علي الإطالة!

الإجابة

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أخي الكريم رفقا بنفسك وبشبابك أنا أشعر بمدى الكآبة والحزن الذى تشعر به يوميا ولكن الأمر يتطلب منك الحكمة فى التعامل مع مرضك لكي تقضي عليه نهائيا
أخى العزيز أطلب منك أن تتوجه إلى الطبيب النفسي لأن حالتك تتطلب علاجا دوائيا وأيضا علاجا نفسيا لابد من الاثنين معا لأن الدواء مكمل للعلاج النفسي والعلاج النفسي مكمل للدواء ولاغنى عنهما في طريق النجاة والشفاء من الاكتئاب
أخى الفاضل لا تيأس من رحمة الله وتذكر دائما مقولة ما ضاقت إلا فرجت ففرج الله قريب بإذن الله ولكن عليك اتباع بعض الإرشادات لتدعيم ذاتك فى تلك الفترة الحرجة إلا وهى:
- عليك بممارسة تدريبات الاسترخاء العضلي والذهني للسيطرة على القلق الذي بداخلك والتوتر الذي يظهر في شكل سلوكيات سلبية مثل قضم الأظافر
- حاول أن تشغل وقتك فى الإجازة الصيفية بعمل مفيد وأنت كما ذكرت طالب فى كلية التربية قسم لغة إنجليزية حاول أن تعمل مترجما فى إحدى المكاتب أو الشركات أو من المنزل بحيث تقضي على وقت فراغك والأفكار السلبية
- لابد من ممارسة نشاط رياضي بانتظام وأنا افضل رياضة المشي حيث تم تجريبها مع المرضى المترددين على عيادتي وأتت بنتائج إيجابية ولكن تخير الأماكن الصحية الأمنة فى السير وهناك بعض الأماكن فى القاهرة يتردد عليها ممارسين رياضة المشي على العموم في أي مكان مارس هوايتك وسوف تشعر براحة وهدوء وسكينة بإذن الله تعالى
- من الأمور الهامة أيضا عليك بفتح صفحة جديدة مع أبيك ووالدتك وبداية للتحدث معهم ومشاركتهم أمورهم وأفراحهم وهمومهم درب نفسك على تناول الطعام معهم ومشاهدة التليفزيون معهم والتحدث معهم ولو لمدة ساعة في البداية وكل يوم زيادة فى الوقت حتى تنجح في مد جسور المحبة والسلام والتعاطف معهم
- حاول أن تتعلم أن تفكر بطريقة إيجابية تزيد ثقتك بذاتك وتعينك على تحدى الصعاب فلا تحدث نفسك بالأحاديث السلبية الخاطئة مثل: لا أمل فى الحياة أنا إنسان فاشل الموت أهون لي ليس لي قيمة أو أهمية بل استبدلها بأحاديث إيجابية مثل سوف أغير من حياتي إلى الأفضل أنا مازلت أتعلم وأخطئ وأنا تعلمت أشياء سوف تفيدني من خبرة الاكتئاب لابد من تغيير حياتي إلى الأحسن والاستفادة من أخطاء الماضي وغيرها من العبارات الإيجابية المحفزة
الأخ الكريم لا تنسى عبارة ( لاحياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ) أنت الآن فى بداية الطريق الصحيح هو طريق تغيير ذاتك وطلب العون والمشورة والإصرار على تغيير ذاتك للأفضل
الأخ الكريم تمنياتي لك بالتوفيق والصحة والعافية لك مني كل السلام والتحية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته