لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الدعوية » الدعوة والتجديد

22 - رجب - 1434 هـ:: 01 - يونيو - 2013

في الفترات الأخيرة صرت أعجز عن الصلاة وخاصة الفجر!

السائلة:فاطمه

الإستشارة:هالة بنت محمد صادق شموط ( رحمها الله )

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أحبتي أريد منكم مساعدتي بعد الله عز وجل سبحانه ربنا ورب كل شيء.
أنا في الفترات الأخيرة صرت أعجز عن الصلاة وخاصة صلاة الفجر أصلي في أوقات متأخرة مع أنني أحب الله وأحب الصلاة وأنا أعرف والحمد لله بأن الصلاة كلها نور وخير وبركة وأصلي صلاة الضحى وكذلك أوتر قبل أن أنام.
أنا عاطلة عن العمل وأحيانا يحصل لي فرص وظيفية وأفرح بها من أجل صلاة الفجر في وقتها لأنني أصحو من الفجر وهذه السنة لم أحصل على وظيفة وصلاتي للفجر متأخرة.
مشكلتي صلاة الفجر سامحني الله وغفر لي ولكم يا رب. أريد حلا منكم؟ وجزاكم الله الجنة بغير حساب يا رب..

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه.
الأخت فاطمة من السعودية..
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد قرأت استشارتك التي تدل على خيرية في نفسك، ورغبة في فعل الخير والطاعة، وما تشكين منه ليس بغريب؛ لأن الشيطان يستهدف هذه النماذج من المسلمين ليصرفها عن سبيل الله حيث لا يقدر على عباد الله الذين عقدوا العزم على طاعة الله تعالى؛ فلذا يلجأ الشيطان مستعينا بهوى النفس لغزو هذه النفوس الطيبة المستعدة إلى تغيير حياتها على منهج الله تعالى.

أنت – كما ذكرت – تحبين الله وتحبين ما أمر، وعلى رأس المأمورات الصلاة، وتعلمين قدر هذه الفريضة، وتصلين الضحى والوتر، وقد تؤخرين الصلاة! إذن قضيتك سهلة جدا وهي تتلخص بما يأتي:
اعزمي بنية صادقة على فعل ما يرضي الله تعالى، واصدقي في نيتك، واطلبي العون من الله تعالى فمن يصدق الله يصدقه؛
ثم عليك أختي الكريمة أن تبعدي عنك كل الوسائل التي تجعلك مقصرة في صلاتك كأن تنامي مبكرة، وتقرئين قبل النوم ورده من الأدعية والأذكار المأثورة.
وعليك أن تعلمي أن التكاسل عن الصلاة هو من صفات أهل النفاق (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) وأن الحرص على الفجر والعشاء هو من عمل الأتقياء (ما كانت صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا).
أختي الفاضلة، ليس بينك وبين الخير الذي تنشدين سوى همة عالية، وعزيمة صادقة، واستعاذة بالله من وساوس الشيطان وأهواء النفس وهذه الحالة ليس لها من دواء سوى تقوى الله سبحانه، وتذكر الموت – هازم اللذات ومفرق الجماعات - والحساب، والوقوف بين يدي الملك الديان، والإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن وتدبره.
ثم – أختي العزيزة – كيف تربطين الصلاة بعمل الدنيا إن هذا وضع لا يقبل من مسلمة تتطلع إلى إصلاح العلاقة بينها وبينة خالقها، ولا سيما أن الصلاة نور وخير، وبركة كما ذكرت في استشارتك.
مرة أخرى أؤكد لك أن تأنيب نفسك لنفسك دليل وعلامة على وجود بذرة صالحة في هذه النفس تحتاج إلى سقايتها بنور الكتاب والسنة حتى لا تذبل، فتموت عياذا بالله تعالى، والله يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).

وأخيرا تطلبين مساعدتنا على تخطي هذه العقبة الكؤود في حياتك، وأنا أؤكد لك أن معركتك مع الشيطان ومع نفسك لا تنتصرين فيها إلا باستمداد العون من الله جل في علاه، ثم رغبة صادقة منك في إرادة التغيير نحو الأفضل. فالصلاةَ! الصلاةَ أيتها الأخت، إياك أن تضيعيها فإنها أول ما يسأل عنها العبد يوم التناد،
أتمنى لك التوفيق في معركتك مع النفس الأمارة بالسوء واللوامة بآن واحد، وليس بينك وبين الله تعالى حجاب فادعيه مخلصة، فلعل الله أن يستجيب الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عزيزي الزائر: المستشار بحاجة إلى أن يعرف تقييمكم للإجابة.. فلا تبخلوا عليه بالتقييم الموجود في الأعلى على اليسار.. ولا تبخلوا على المستشير برسائلكم وتجاربكم فإن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه